زيارة صحافيين إلى مكاتب صحيفة هآرتس

نظم مركز "إعلام" يوم الثلاثاء 16.5.2011، جولة للصحافيين الشباب إلى مكاتب صحيفة "هآرتس"، حيث اجتمعوا بمحرر قسم المقالات والمحلل العسكري للصحيفة ألوف بن، نيابة عن المحرر المسؤول دوف الفون، كما التقوا بمركزة عمل المراسلين في الصحيفة روتي زوطا ورئيسة قسم الأخبار المحلية نوعا لنداو.

وتأتي الجولة ضمن مشروع يقوم خلاله مركز "إعلام" برصد التغطية للعربي في وسائل الإعلام الإسرائيلية والتي تكون غالبًا موجهة؛ غير مهنية وعاكسة للموقف الرسمي تجاه الأقلية الفلسطينية، ويقوم الصحافيون العرب –بعد الرصد- المشاركة بنقاش، مع محرري وسائل الإعلام العبرية، في مسألة التغطية للفلسطيني، سواء أكان ذلك داخل أو خارج الخط الأخضر، ويتم تقديم اقتراحات لصيغة تغطية أكثر عدلًا وإنصافًا تعتمد بالأساس على عرض للحقائق وعدم تضليلها أو توجيهها وفقًا للدعاية الإسرائيلية.

وخلال اللقاء مع المحرر المسؤول في "هآرتس"، ألوف بن تطرق الأخير إلى الوضع الإقتصادي للصحيفة مستعرضًا التحديات التي يواجهونها، خصوصًا في زمن التطوّر السريع لعالم الأنترنت. وتطرّق ألوف بن أيضًا إلى موضوع الخلاف بين صحيفة "هآرتس" وبنك العمّال. وقال بن: أن مسؤولي صحيفة "هآرتس" ومع تطوّر الإنترنت إعتمدوا مبدأ التوّسع الأفقي وليس العمودي، حيث أضافوا عدة مواضيع لسوق الإعلام مثل "الموقع باللغة الإنجليزية" وصحيفة "دي ماركر" الإقتصادية، وبعكس الصحف الأخرى قاموا بنقل مواد الصحيفة على الإنترنت حتى يتمكن أكبر عدد من المتصفحين من قرائتها.

واعتبر بن أنّ "هآرتس" تعيش مرحلة انتقالية، من خلال مواكبة العصر، بالتركيز أكثر على الانترنت. وأضاف أنّ مسألة بنك العمّال أنتهت ولم تؤثر بصورة كبيرة على مدخولات الصحيفة، مشيرًا إلى أن البنك لم ينشر إعلاناته قبل الخلاف، اصلًا.

وتحدّث بن عن مسألة التعيينات في صحيفة "هآرتس"، موضّحًا أنّ معظم التعيينات تعتمد على مبدأ "صديق يوصي على آخر"، مشيرًا أن معظم العاملين الصحيفة هم يهود من أصل أوروبي "أشكناز"، وليسوا من اليهود الشرقيين، مؤكدًا أن إحتمالية تشغيل عربي تضعف أمام الواقع الموجود في "هآرتس"، لكنه يرغب بوجود عرب في الصحيفة، ليس فقط كمراسليين للشؤون العربية، إنما كمحللين اقتصاديين، أو مراسلين في الشؤون السياسية.

وعن تغطية الصحيفة للمواضيع التي تتعلق بفلسطينيي الداخل، قال بن أنّ صحيفة "هآرتس" تعاملت، ولا تزال، مع ملفات لا تقوم بعرضها وسائل إعلام أخرى مشيرًا أن الأمر غير كافٍ. أما بخصوص الموقع باللغة الإنجليزية والأمور المتعلقة بالقضايا الفلسطينية واختلاف المضمون عن النسخة العبرية،  فقال: لا يمكن أن ننكر أن عاملي اللغة الإنجليزية هم يهود قدموا إلى البلاد ولهم توجهاتهم الخاصة، ناهيك عن أنّ جمهور الهدف للصحيفة باللغة الإنجليزية يختلف تمامًا عن الجمهور الإسرائيلي ويجب أن نوضّح ذلك لهم، هذا الأمر في بعض الأحيان!

وخلال اللقاء، إجتمع الحضور مع روتي زوطا، مركزة عمل المراسلين في الصحيفة التي أشادت بدور المراسلين في الصحيفة بالتغطية المنوّعة لقضايا الاقلية الفلسطينية، مؤكدة على المساهمة الجادة للزميل جاكي خوري. وعن تعيينات إضافية للعرب، بمناصب عدة  في الصحيفة، إدعت روتي أنّ أبواب الصحيفة مفتوحة لكل متوجه بالنظر إلى المعطيات المهنية، وأضافت أنها لم تستلم منذ تعيينها، قبل حوالي سنتين، طلبات من متوجهيّن عرب سوى عدد قليل جدًا!

وتلا هذا الحديث، تحليل خاص للوضع السياسي الحالي قدّمه الصحافي الوف بن، الذي أشار أنه يصُعب تحليل الوضع الحالي فجميع التوقعات الأخيرة للمحللين سقطت في إمتحان الواقع، ناهيك عن أنّ تصرفات السياسيين باتت متقلبة وغير متوقَعة، وأعطى مثلاً على ذلك: أنّ هنالك احتمال أن يتبنى نتنياهو طرح كاديما ليُحرِج المعارضة في حال تمّ المصادقة على إقامة الدولة الفلسطينية في ايلول/سبتمر القريب.

وختم بن أنّ إسرائيل باتت اليوم محاصرة تمامًا، أولا: بسبب اتفاق المصالحة غير المتوقع. وثانيًا: الثورة المصرية التي عرّت إسرائيل، كما أنّ الدور الذي تلعبه مصر اليوم يهدد الجانب الإسرائيلي. بالمقابل أكدّ ألوف بن أنّ اتفاق السلام مع مصر سيستمر لمصلحة الطرفيّن، لكن التعامل المصري مع الجانب الإسرائيلي سيكون مختلفًا بعد اليوم، ولن تحمل العلاقات المصرية الإسرائيلية، صيغة "تابع ومتبوع" كما كانت سابقًا. ثالثًا: يصعب التكهن في ما سيحدث بعد أيلول/سبتمبر القادم، بسبب نية الفلسطينيين الإعلان عن دولة، وليس واضحًا ماذا سيكون مصير المستوطنات. رابعًا وأخيرًا فإنّ أحداث النكبة الأخيرة أوضحت أنّ القادة فقدوا السيطرة وبات الشعب هو صاحب القرار الأول والأخير، والشعب يريدُ العودة إلى أرضه.